تحت شعار ::hema ::
القاهرة: روضة فؤاد
منذ سنوات قليلة كان رمضان القاهرة يعني خان الخليلي والمساجد الاثرية والمقاهي الشعبية، واستمر الحال حتى غزت الخيام اللبنانية فنادق القاهرة الكبرى، وتنافست الفنادق في إقامة خيام داخل البهو الرئيسي لها وسرعان ما انتشرت الفكرة لتصبح الخيام الرمضانية احدى سمات رمضان القاهرة ولتسحب البساط من تحت أقدام المقاهي والمساجد وخان الخليلي وبخاصة لأبناء الطبقة العليا في مصر. والخيمة الرمضانية كلمة شائعة بين المصريين منذ سنوات بعيدة، وكانوا يطلقونها على التجمعات الفنية والثقافية التي تشهدها ليالي الشهر الكريم في حي الحسين وخان الخليلي، والتي بدأت مع رجال الطرق الصوفية التي اتخذت من هذه الخيام مركزا للإنشاد الديني وحلقات الذكر ودروس العلم، ثم تطورت الفكرة على يد النوادي والفنادق الكبرى التي حولتها الى ليال فنية واستعراضية وأصبحت ملتقى العائلات والشباب للسهر في الجو الرمضاني الجميل. وفي القاهرة هذا العام العديد من الخيم الرمضانية الا ان أشهرها خيم سوليدير والموجودة في أول طريق مصر ـ اسكندرية الصحراوي وتعد من أقدم الخيم الرمضانية الموجودة في مصر، حيث بدأت منذ حوالي عشر سنوات تحت اسم «سفاري». وعلى الرغم من أنها تتسع لـ 2000 شخص إلا أنها أحيانا كثيرة تتسع لضعف هذا العدد عندما يحيي حفلتها أحد نجوم الغناء. كما حدث في حفل الفنان محمد فؤاد الاسبوع الاول من رمضان. وإلى جانب احياء النجوم لليالي تلك الخيم الرمضانية، تقدم الخيمة قائمة متنوعة من الاكلات التي يتم تناولها في السحور، حيث تقدم وجبات السحور المصرية وعلى رأسها طبق الفول والكشري، بالاضافة إلى الأكلات اللبنانية والمغربية، والتي يوجد عليها اقبال كبير من المصريين. وتقدم هذه الوجبات من خلال بوفيه مفتوح تبلغ كلفته 50 جنيها مصريا. أما السبب في انخفاض السعر، كما يقول عاطف عبد الفتاح صاحب خيمة سوليدير هو رغبته في مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة الموجودة في مصر الآن. وأضاف عبد الفتاح: لقد قررت إدارة الخيمة هذا العام عدم الاستعانة بأي مطرب عربي للغناء في الخيمة بسبب مغالاتهم في الاجور التي يطلبونها، خاصة اللبنانيين الذين تخطت أجورهم حاجز العشرة آلاف دولار في الحفلة الواحدة، مثل المطرب اللبناني وائل جسار. في حين ان المطربين المصريين ما زالت أجورهم معقولة بالمقارنة مع المطربين العرب، فمثلا المطرب محمد حماقي أجره 15 الف جنيه فقط. لذا قررنا في الخيمة الاقتصار على المطربين المصريين، وهو ما يجد اقبالا من الشباب والعائلات التي تستمتع بهؤلاء المطربين. كما اعتدنا في كل عام على تكريم شخصية فنية أو ثقافية أو ذات صلة بالنشاط الاجتماعي في كل اسبوع مثل نجوم المسلسلات الرمضانية ونجمات جمال مصر في السنوات العشر الاخيرة.
وفي مقابل خيمة سوليدير على الطريق الصحراوي، هناك خيمة «رمضانا» التي تقام في مطعم «بورا بورا» بحي الزمالك، وهناك يمكنك الاستمتاع بالمأكولات المصرية أثناء مشاهدتك لمياه النيل المتلألئة في ليالي رمضان. وقد بدأت الخيمة نشاطها منذ سنوات دون أن تحمل اسم «رمضانا» الذي نجح رجل الأعمال مصطفى اسماعيل في الحصول على حق استخدامه من شركة طارق نور للإعلانات هذا العام. وتتسع الخيمة لنحو 600 شخص.
الجديد الذي تقدمه الخيمة هذا العام هو انها أقيمت تحت شعار «رمضان بتاع زمان» فكل شيء في الخيمة يعطيك الاحساس بأننا في عصر قديم، فالديكور وتصميم المكان وأثاثه يوحي لك بالقاهرة في منتصف القرن الماضي. وقد لاقى هذا الشكل الجديد اقبالا من الشباب، الجمهور الأساسي للخيمة الرمضانية، أما بالنسبة للوجبات التي تقدم فهي متعددة ومتنوعة باختلاف الاسعار.
فندق النيل هيلتون في وسط القاهرة أقام كعادته خيمة «العتبة جزاز» التي تعد من الخيم الرمضانية الشهيرة لدى رواد تلك الخيم وهي تتسع لنحو 450 فردا. وتشتهر بتقديم وجبة السحورالتي تتضمن العديد من الاكلات المصرية بحد أدنى للفاتورة يبلغ 100 جنيه مصري. هناك أيضا خيمة «كريستال» التي ينظمها فندق مينا هاوس أوبروي، المطل على اهرامات الجيزة، التي تسع لنحو 500 فرد ويرتادها رجال الاعمال والشباب من الطبقة العليا في مصر. أما الخيمة التي يرتادها معظم نجوم الفن فهي خيمة «أبو عوف» في فندق السلام كونكورد في حي مصر الجديدة، والتي يمتلكها الفنان عزت أبو عوف ويحيي حفلاتها عدد من النجوم على رأسهم الفنان طلعت زين وروبي.