.
.
رسالة من تحت الماء.
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
علمني كيف أثور عليك
وأنجو من سيف الأشواق
فأنا من بعدك باقية .. ككتاب مقطوع الأوراق
يا كل الحاضر والماضي .. يا عمر العمر
حبي لك حب شعري
فلماذا تقتل فيّ الشعر
حبي لك حب مائي
فلماذا تدفعني للصخر؟..
يا من أهديتك ضوء الشمس
لماذا تهديني الظلماء ؟
يا من قدمت لك الغابات...
لماذا تعطيني الصحراء ؟
يا من تتنزه فوق البر ..
وجسمي تمضغه الأنواء
إني في الماء .. وصوتك يأتيني من تحت الماء
وملامح وجهك تخرج لي كالمارد من أعماق الماء
وخطوط يديك تطاردني
حتى في الماء
آه ... لو تغرق ذاكرتي
لو يغرق وجهك والتاريخ...
وتغرق آلاف الأشياء
آه .. كم أشعر بالإعياء
حبك كالكفر، فطهرني من هذا الكفر ..
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
أزرق ..أزرق
لا شيء سوى اللون الأزرق ..
وأنا ما عندي تجربةٌ في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق
إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ
فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق.. أغرق.. أغرق